للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سكرًا. فلما رأى القاضي، أراد الفرار، فخانته رجلاه. فاستند الى الحائط، وأطرق. فلما قرب منه القاضي، رفع رأسه وأنشأ يقول:

ألا أيها القاضي الذي عم عدله … فأضحى به في العالمين فريدا

قرأت كتاب الله تسعين مرة … فلم أر فيه للشراب حدودا

فإن شئت أن تجلد فدونك منكبًا … صبورًا على ريب الزمان جليدا

وإن شئت أن تعفو تكن لك منّة … تروح بها في العالمين حميدا

وإن أنت تختار الحدود فإن لي … لسانًا على هجو الرجال حديدا

فلما سمع القاضي شعره، أعرض عنه ولم يأمر، ومضى لشأنه كأن لم يره.

[ذكر نبذ من أخباره وطرف من أشعاره]

مما أمر أن يكتب على سريره:

لا يغرنّك يا محمد ليل … بت فيه على فراش وثير

منعم البال مطمئنًا فلا بُ … دّ من النعش بعد هذا السرير

كم فتى منهم وكهلًا وشيخًا … ألحدَتْه كفاك وسط الحفير

وتذكّر بني أبيك أبي عيسى … ذوي الجاه والعدد الكثير

وتفكّر في تعب موت أبي بكر … ففي ذلك أعظم التفكير

قدم الزاد للمعاد ولا تن … س إذا ما بطشت بطش القدير

واتق الله واعلم هذه الأيا … م واعمل ليوم النشور

قرّب الموتَ منك مرُّ الليالي … وأرى النقص منك واضح التعبير

<<  <  ج: ص:  >  >>