عنه أبو محمد ابن أبي جعفر الفقيه. ومن شعره يحض المعتضد عباد بن عباد على الجهاد، عند ظهور الروم شرق الأندلس بالثغر:
أعباد حل الرزء والقوم هجع … على حالة من مثلها يتقنع
تلق كتابي من فراغك ساعة … وأن طال فالوضع للطول موضع
إذا لم أبتَّ الداء رب دوائه … أضعت وأهلٌ للبلاء المضيّع
وقتله المعتضد عباد بإشبيلية بلده في جمادى الأولى سنة ستين وأربعماية. بعد أن أمر من حضر من فتيانه، فلم يقدموا عليه إجلالًا له. وابنه أبو القاسم الحسن، كان زعيم بلده في وقته. سمع أباه وابن منظور وغيرهما من أهل بلده. ورحل فكتب عن جماعة من العلماء، وأجازه محمد بن الوليد، وأبو المنصور الشهرزوري، وسمع منه. توفي سنة اثنتي عشرة وخمسماية ﵀.
[أبو الوليد ابن البارية ﵀]
من فقهاء ميورقة من أهل هذه الطبقة المشهورين بها المتقدمين. وله مع أبي محمد ابن حزم الظاهري مناظرة في اتباع مالك، تعصب فيها عليه ابن حزم حتى حمل الوالي على سجنه واستهانته. وقد ذكر خبره معه القاضي أبو الوليد الباجي في كتاب الفرق.
[أبو عبد الله محمد بن موسى بن عمار الكلاعي]
من أهل ميورقة. كان من أهل العلم والفهم، ورحل فلقي بقية مشيخة القيروان السيوري وطبقته. وأخذ الكلام والأصول هناك عن أبي عمر ابن سراج، وأبي عبد الله الصيرفي، وأبي القاسم الديباجي. ولقي بها أبا الطاهر البغدادي. وأخذ بصقلية عن شيوخها أبي محمد عبد الحق، وأبي العباس الخراز،