يباشر الأرض، وكان يخطئ القول بنبوءة مريم أم عيسى ﵉، ويقول: هي صدّيقة، ويرد القول بإتيان النساء في إعجازهن كراهة من غير تحريم، على أن الآثار في ذلك شديدة. وقد روي في بعضها التحريم ولعنة فاعله، وكان ينكر الغلو في كرامات الأولياء، ويثبت منها ما صح سنده أو كان بدعاء الصالحين. وقال المهلب: وكان يعمل بالمزارعة على الثلث والربع. ويرى ذلك ولا يقول بمنعها في المذهب، ويقول هي ألين مسائلنا وأضعفها، وحجته حديث معاملة النبي ﷺ أهل خيبر، وأن النبي ﷺ عاملهم في أن يزرعوها ويعملوها ولهم شطر ما يخرج منها، وما حكي عن عمر وجماعة أهل المدينة. وله كتاب الدلائل، ونوادر حديث، خمسة أجزاء، والانتصار، ورسالة المواعد المنتجزة، ورسالة الرد على من استحل عن رسول الله ﷺ، ورسالة الرد على ما شذ فيه الأندلسيون.
[بقية أخباره ﵀]
وكانت بين الأصيلي وابن زرب القاضي، وأصحابه مشاحنة، أثارتها النفاسة، وعلو كعب الأصيلي في العلم، وأزراؤه عليهم، فأراد ابن أبي عامر صلاح حالهم بتفريقهم، فقلد الأصيلي قضاء سرقسطة، فدارت بين الأصيلي وواليها بين يدي ابن أبي عامر منافسة، ومحارجة لأشياء أنكرها عليه الأصيلي. وكان في خلق الأصيلي حرج وزعارة، فاستعفى من القضاء فعوفي، وقيل بل حلف الوالي أن لا يلي معه. فصرفه ابن أبي عامر عن القضاء، صرفًا جميلًا. وأراد حاجته الى قربه بالحضرة. فأقام رأسًا في