إلى شيء من وجوه الأحباس في سبيل الله، فكتب إليّ: نظرت في حبس ابن أبي مدرك وفيما احتج به من أراد رده ميراثًا، فوجدت في كتاب ابن أبي مدرك الذي جاء به بنوه، وأقروا به وأنفذوه: إن كل دار هي له حبس على بنيه، وثلت فضل خراجها بعد سكن بنيه
في سبيل الله. وذكر في الطاحونة مثل ذلك. وذكر ابن الجراح صاحب كتاب الورقة: أن اسحاق بن معاذ الشاعر كان يخاصم عند الفاضل بمصر، فأتاه يومًا وكان قد هجاه ببيتين وهما:
خف الله واسمع واتئد أي مفضل … فإنك عن فضل القضاء ستسأل
وقد قال أقوام عجيب لقولهم … أقاض له شعر طويل مرجل
وكان كتبها وجعلها في كمه مع ظلامته، وحضر عنده فأدخل يده ليخرج للقاضي رقعة الظلامة فأخرج له رقعة الهجاء، فلما قرأها ردها إليه وقال: اللهم غفرًا، ليست هذه يرحمك الله. توفي المفضل سنة إحدى وثمانين ومائة.
[فتيان بن أبي السمح]
وضبطه بفاء مكسورة بهدها تاء باثنين من فوقه ساكنه، وياء باثنتين من أسفل، مفتوحة وألف ونون، مولى تجيب تقدم نسبه. قال أبو الحسن الدارقطني وغيره: هو أبو الخيار مصري، يروي عن مالك. وكان من كبراء أصحابه المتعصبين لمذهبه، وقال أبو حارث في كنيته: أبو السمح. قال أبو عمر الكندي: في كتاب أعيان موالي مصر: ومنهم أبو الخيار فتيان بن أبي السمح، واسمه عبد الله بن السمح بن أسامة بن زكي. مولى بني عامر ابن عدي من تجيب. وكان فقيهًا من أصحاب مالك. وكنى ابن وضاح أبا السمحاء. وفد تقدم ذكر أبيه في الطبقة الأولى، كان أيضًا من أصحاب