للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال سحنون: أتيت يومًا إلى البهلول فوافاني رجل من أهل الأهواء على بابه يسألني عن الشيخ، فلم أرد عليه جوابًا، والشيخ يسمع. فلما دخلت عليه سلمت فلم يرد علي وأعرض عني فلما خرج الناس جثوت بين يديه وقلت له ما قصتي؟ فقال سلم عليك رجل من أهل الأهواء وسألك عني. فقلت له: والله ما رددت عليه جوابًا. فقال مرحبًا أهلًا. وسلم علي. ثم قال لي بهذا يعرف الحق من الباطل. قال ابن الحداد: أتى أبو محرز العراقي الفقيه إلى البهلول يعوده فقيل ذلك البهلول، فقال: قولوا له إن كنت على رأيك فلا تقربنا. وقال سحنون: ما اقتديت في ترك السلام على أهل الأهواء إلا بالبهلول. قال بعضهم: دفع بهلول إلى بعض أصحابه دينارين ليشتري له بهما زيتًا يستفد به فذكر للرجل أن عند نصراني زيتًا أعذب ما يوجد. فانطلق إليه الرجل بالدينارين، فأخبر النصراني أنه يريد زيتًا عذبًا لبهلول. فقال النصراني نتقرب إلى الله ببهلول كما تتقربون أنتم به إليه، وأعطاه بالدينارين من ذلك الزيت ما يعطى بأربعة دنانير من دنيء الزيت. ثم أقبل إلى بهلول فأخبره الخبر، فقال له بهلول قضيت حاجة فاقض لي أخرى، رد علي الدينارين. فقلت ولم؟ فقال ذكري قول الله تعالى: لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله. فخشيت ان آكل زيت النصراني فنجد له في قلبي مودة فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير.

[ذكر محنته ووفاته]

قال القاضي : امتحن البهلول على يد العكي أمير القيروان وقيل

<<  <  ج: ص:  >  >>