إفريقية. وكان من الفقهاء المتفننين. وألّف في شرح الموطأ، كتابًا مشهورًا حسنًا، رواه عنه
الناس، وتفقه بأحمد بن نصر الداودي. روى عنه حاتم الطرابلسي وأبو عمر ابن الحذاء. قال حاتم: كان رجلًا فاضلًا حافظًا، نافذًا في الفقه والحديث. أصله من قرطبة. سمع معنا وكتب عنه تفسير الموطأ من تأليفه. ولازم الداودي وغيره. قال أبو عمر ابن الحذاء: كان صالحًا عفيفًا عاقلًا، حسن اللسان ﵀.
[أبو عبد الله محمد بن عباس الأنصاري]
المعروف بالخواص، من فقهاء إفريقية ورواتها، ومقدمي فضلائها وزهادها، وأصحاب الفاسي، وأصاب أبي محمد ابن أبي زيد، وأبي سعيد ابن أخي هشام. حدث عنهما عن زياد بن عبد الرحمن، وتميم ابن أبي العرب، وأبي الحسن البلوي، وأبي محمد البادسي، وهبة الله ابن أبي عقبة، وأبي بكر الصقلي، وأبي القاسم الصقلي، وابن حنيف السوسي، وأجازه سهل بن عبد الله بن سودان، وروى عنه عبد الجليل الربعي، وابن المرابط المري، وابن سهل القروي. وتوفي ﵀ في شعبان، سنة ثمان وعشرين. ورثاه أبو علي ابن رشيق بقصيدة أولها:
الله باقٍ وكلٌ هالك مودي … والموت ليس على حال بمردود
فانظر وإنك في الدنيا على خطر … ما يفعل الدهر في صم الجلاميد
رماها العنى في دار غبطته … إذا استفاد بلى منها بتجديد
هذا محمد المحمود أجمعه … قد خلف الدهر فينا غير محمود
فأي حظ من المعروف منقطع … وأي ركن من الإسلام مهدود
أودى ابن عباس الثاني ووارثه … دينًا وعلمًا وفضلًا غير مجحود