للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبو إسحاق ابراهيم بن محمد بن ابراهيم الحضرمي]

المعروف بابن الشرفي الخولاني. كان قديم الصيانة، إمامًا في الرواية والعلم. قائمًا بذلك قويًا عليه، مجتهدًا فيه، من النقاد، متسننًا، على تقوى وسمت، ذكيًا نبيلًا حافظًا حسن الإيراد. قال ابن الفرضي وأبو عبد الله: من أهل الفضل

والعبادة والعلم بالقرآن. سمع أبو إسحاق من أحمد بن سعيد ابن حزم، وأحمد بن مطرف، ومحمد بن أحمد بن قاسم بن هلال وأبي إسحاق عيسى، وأبي ابراهيم التجيبي، وابن أبي العطاف، وابن الخراز. قال ابن حيان: كان أحد رجالات قرطبة المعدودين في الجزالة والرجولة مع جودة المعرفة وغزارة العلم ومتانة الخطابة، والسداد في الحكومة مع الصلابة والنزاهة. وليَ الشرطة والأحكام بقرطبة والصلاة والخطبة بجامعها مع المواريث. وكان ابن أبي عامر يسترجحه ويباهي به. ويذكر عنه أنه قال: في أصحابي رجل بصير بدنياه يصلح لكل خطة، من مكاني بالحجابة الى مكان بوابي فلان فما بينهما، من ذوي منزلة، ومشتغل بكل أمر، ويصلح لكل خطة فإذا استفسر عنه قال هو ابن الشرفي، وكان من ثقاته وخواصه، سمع منه عالم عظيم من الناس، وكان يتولى القراءة بنفسه فكان يكمل في ميعاده ما بين الظهر والعصر كل يوم اثنين وخميس جزءًا لدربته في القراءة. قال ابن حيان ولم ينتقل - مع ما ناله من حظوة - عن سنن التواضع والاقتصاد. وله في التسحير أخبار عجيبة منها: أنه ما ارتبط لنفسه دابة قط، خوفًا لمؤنتها، وإنما كان يمتطي دواب ابن أبي عامر ترتبط له

<<  <  ج: ص:  >  >>