للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغيبة. وبلغ من تقشفه، وزهده، أنه كان يركب ثورًا من باب أبي الربيع، بالقيروان، حتى ينتهي الى منزله بالرّوحا فإذا كلم في ذلك، قال: حسبك من الدواب ما يبلغك المنهل. وولاه ابن طالب قضاء قسطلية. ويقال، سحنون. وامتنع. حتى تخلّص، وكان عالمًا بأخبار علماء إفريقية. وطال عمره. قال ابن أبي خالد: كان زاهدًا ورعًا، متعبدًا، فاضلًا عالمًا بكتبه.

قال أبو القاسم ابن تمام: رأينا منه من الإجابات والفراسات أمرًا عظيمًا. مرض ابني أحمد، قلت له أريد السفر، فإن حدث بأحمد الموت توليته، وصليت عليه. فقال اذهب الى سفرك. فما هو بميت من هذه العلة. وأراه يقوم فلم يمت منها. قال محمد بن يونس القروي: سألت أبا عياش عن التجارة بالقمح، وحكرته. فأباح لي ذلك في وقت كثرته ورُخصه. ومنعه في وقت غلائه. إلا ما لابد منه. وقال: هذا بخلاف الزيت. يريد إباحته في كل وقت. واحتجّ بأن ابن المسيب، كان يحتكر الزيت. وكان يميل الى الرقائق، والمواعظ. ويختم بذلك مجلسه. ويقطع له ولغيره، بأنه مؤمن عند الله، على رأي محمد بن سحنون، ومن قاله قبله. توفي

رحمه الله تعالى في صفر سنة خمس وسبعين ومائتين ومولده سنة سبع وثمانين.

أحمد بن مروان الصوّاف

أبو جعفر. رحمه الله تعالى. سمع من سحنون. ومن مروان بن أبي شحمة. قال ابن حارث: كان من الفضلاء المتقدمين والعباد المجتهدين.

<<  <  ج: ص:  >  >>