للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ملازمًا به. ومات سنة خمس وسبعين ومائتين مولده سنة أربع عشرة ومائة. وكان إذا تحدث عن أيام قضائه يقول: كنت في بليتي. وكنت أيام تلك المحنة. ولما تاب الأمير ابراهيم، وتخلى عن الملك، وتوجه الى الجهاد، قصده عيسى بن مسكين، فقال له: إن الله عافاك مما ابتلاك به. فاعفني، مما أدخلتني فيه. فقد كبر سني، وضعف بدني، فعافاه. فخرج الى ضيعته. فقال ابراهيم: ما أعجب حاله؟ هو في آخر أمره، مثله في أوله. فكانت ولايته ثمان سنين وأحد عشر شهرًا. ولما بلغت وفاته القيروان قال رجل منهم: سودوا وجوهكم. توفي. ووجدوا عليه. وقال آخر وا على إفريقية. تجدون العلم بعد عيسى. ولا تجدون مثل ورعه، وزهده، وأدبه. قال آخر: ذلك رجل حزنت لموته إفريقية. رحمه الله تعالى.

[محمد بن مسكين أخوه أبو عبد الله رحمه الله تعالى]

سمع من محمد بن سنجر. والحارث بن مسكين. ومحمد بن عبد الحكم. والربيع الجزري. وسحنون، وابنه، وغيرهم. وشارك أخاه في أكثر رجاله. وهو أصغر من أخيه بثلاث سنين. قال ابن حارث: كان صالحًا، ثقة. عاقلًا. من أهل العلم. بل مثله مثل ابن أبي دليم. قال أبو علي البصري: كان هو أيضًا فقيهًا يصنع الشعر، ويجيده. وقال لقمان بن يوسف: لما رحلت الى عيسى بن مسكين الى الساحل وأقمت كنت

<<  <  ج: ص:  >  >>