بأس به. ومات بتونس سنة تسع عشرة وثلاثمائة. وقيل ثمان عشرة. قال أبو العرب: في نيف وعشرين.
[أبو الفضل الممسي رحمه الله تعالى]
واسمه العباس بن عيسى. وممسى قرية هناك. كان فقيهًا فاضلًا، دينًا عابدًا. أثنى عليه أهل بمصر. سمع من موسى القطان، والبجائي وجبلة بن حمود. وأحمد بن أبي سليمان. قال ابن حارث: كان يتكلم في علم مالك كلامًا عاليًا. ويفهم علم الوثائق فهمًا جيدًا. ويناظر في الجدل، وفي مذاهل أهل النظر، على رسم المتكلمين والفقهاء، مناظرة حسنة. وكان لسانه مبينًا وقلمه بليغًا مع حصافة العقل وذكاء الفهم وكان في المناظرة والفقه أجزل منه في الكلام. وقال في كتاب آخر: كان من أهل المروءة والانقباض والصيانة. لم يكن في طبقته أفقه منه، ولا أصون. وعني بالنظر والخلاف، ولكنه كان مالكيًا، محضًا. وقد ألف الأجزاء في فضائله. وقال ابن أبي دليم: كان من أهل الحفظ والذكاء، والعلم بالوثائق. قال أبو عبد الله الأجزالي كان أبو الفضل صالحًا، قوامًا صوامًا، ورعًا حافظًا للفقه، والحجة لمذهب مالك. درس كلام القاضي اسماعيل. قال: وذكره أبو الحسن القابسي، وفضله وقال: ما بين محمد بن سحنون وأبي الفضل، أشبه بمحمد منه.
لعلمه وورعه، وزهده، واجتهاده. وكان من العاملين. ويقال إن أهل مصر لم يعجبوا