للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باللغة، والحديث، والرجال، والقرآن. يميل الى طريقة ابن عبدوس في فقهه وفي مسألة الإيمان، والاستثناء فيه. وفي جميع معانيه. من أحسن الناس مجلسًا، وأغزرهم خبرًا، وأعرفهم بأخبار القيروان وشيوخها. لا يكاد يفرغ من حديث، حتى يصله بغيره. قال ابن حارث: وكان إذا مضت مسألة - يعني في وقت القراءة - يحتاج إليّ. كلمني فيها. وإذا مر اسم رجل، كلم فيه محمد بن صامت. وإذا مر بشيء من اللغة، كلم فيه سعد بن ميمون. قال أبو العرب: كان فقيهًا يسمع معنا من مشائخنا. قال أبو عبد الله الخراط: كان فقيه البدن، ثقة صالحًا متقشفًا. يحسن اللغة والنحو، فكان الأبياني يثني عليه، ثناء حسنًا. ويقال إنه كان عالمًا باثني عشر صنفًا من العلوم. سمع منه الناس. قال الأبياني: غسل لقمان رجليه في يوم مطر، في جامع تونس، فأنكر ذلك عليه إنسان. فقال لقمان: عطاء بن أبي رباح يتوضأ في المسجد الحرام، وهذا يمنعني أن أغسل رجلي في جامع تونس. قال الأبياني: كنت أسمع من يحيى بن عمر، ثم آتي لقمان، فأفسر ما أشكل فيها، فسألني عن ذلك يحيى، فأخبرته. فقال لي: بل حدثني يحيى بن عمر، ونبأني بمعناها لقمان بن يوسف. قال الأبياني: ومكث لقمان أربعة عشر سنة، يدرس المدونة ويكتبها في اللوح.

حتى خرج له في جسمه خراج من دسّ اللوح. كان سبب موته، وأصل علته. قال الأبياني: قال لي لقمان بن يوسف: ركعتا تحية المسجد أوجب من ركعتي الفجر. وعرض له عارض في بصره فعمي، وبقي مدة أعمى ثم رد الله إليه بصره، فصحبته أيامًا، وهو صحيح البصر يقرأ الخط الرقيق، بلا معالجة. ولا اكتحال. وسألته عن الخمير تجعل على الدمل، فقال لا

<<  <  ج: ص:  >  >>