بن شاذان، وأبو القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي، الى قبر القاضي أبي بكر بعد موته بشهر، لنترحّم عليه. فرفعت مصحفًا كان على القبر وقلت: اللهم بيّن لي في هذا المصحف حال أبي بكر وما صار إليه. ثم فتحت المصحف، فإذا فيه: يا قومِ أرأيتم إن كُنتُ على بيّنةٍ من ربّي وأتاني رحمةً من عنده الآية.
[ما اشتهر من مناظرته مع الفرق وأخباره في ذلك]
قال الخطيب: حُدّثنا أن ابن المعلم شيخ الرافضة ومتكلمها، حضر بعض مجالس النظر مع أصحاب له. إذ أقبل القاضي أبو بكر الأشعري، فالتفت ابن المعلم الى
أصحابه، فقال لهم: جاءكم الشيطان. فسمع القاضي الكلام، وكان في بعد من القوم، فلما جلس أقبل على ابن المعلم وأصحابه وقال لهم: قال الله ﷿: إنّا أرسلنا الشّياطين على الكافرين تؤزّهُم أزًّا. وحكى غيره أن الحكاية جرت له مع أهل مجلس فناخسرو الملك، من شيوخ المعتزلة، وأنه كان داخلًا، إذ سمعهم يذكرون أمره، فقال لهم بعضهم ما هو إلا شيطان. فوصل إليهم وهو يتلو الآية. وسمعت بعض الشيوخ يحكي، أن ابن المعلم تكلم معه يومًا، فلما احتدّ الكلام بينهما رماه ابن المعلم بكفّ باقلاء أعده له - يعرّض له بما ينسب إليه ليخجله بذلك ويحصره - فرد القاضي للحين يده الى محمد ورماه بدرّة أعدّها له. فعجب من فطنته، وإعداده للأمور أشباهها، قبل وفاته.
[مناظرته المشهورة في مجلس عضد الدولة]
قال أبو عبد الله الأزدي، وغيره: كان الملك عضد الدول فناخسرو بن