بن يحيى، وسعيد بن حسان وغيره حطب النار. وأتاه نصر الفتى يومًا، فوجده يصلي متنفلًا يطول صلاته. فانصرف نصر مغضبًا يتوعده. فلما أكمل صلاته، كلِّم في ذلك. فقال: كنا بين يدي الله نناجيه. وسيكفينا أمره من كنا بين يديه. ما كنا لننصرف لنصر، وندع ما كان أولى منا.
ودخل سعيد بن حسان على يحيى بن يحيى، فتعجل له الإذن، وكانت زوجة يحيى حاضرة. فدخلت جنبة البيت، وتركت نعلها في البيت، وكان مفصصة بالدر والياقوت. كانت من المياسير فلما رآهما سعيد أنكر ذلك جدًا. ووبخه، وقال له: هذا من السرف الذي يسأل عنه. وكان متورعًا في فتياه. توفي سنة ست وثلاثين بعد يحيى بعامين وسيأتي ذكر ابنه إن شاء الله.
[حارث بن أبي سعيد مولى الأمير عبد الرحمن بن معاوية]
قال القاضي ابن الفرضي يكنى أبا عمرو. واسم أبي سعد، سابق. رحل فسمع من ابن القاسم، وابن كنانة وغيرهما من المدنيين، والمصريين. كان يفتي في آخر أيام الحكم بن هشام، وهو جد بني حارث بقرطبة. وولي الشرطة الصغرى. وهو أول من وليها بالأندلس، فلم يزل عليها الى أن توفي. فقال ابن أبي دليم: وعليه دارت الفتيا في عصره. قال أحمد بن سعيد: هو من أهل العلم والفتيا. قال ابن حارث واستفتاه ابن بشر. وتوفي حارث سنة اثنتين وعشرين ومائتين فيما قاله أحمد بن عبد البر. وأما ابن حارث فقال: سنة إحدى وعشرين. وسيأتي ذكر ابنه، إن شاء الله تعالى، وهو حسبي ونعم الوكيل.