للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعالى عما يقول الظالمون، علوًا كبيرًا. فقامت الجماعة وقالوا له: جزاك الله خيرًا من عالم. فقد شفيت ما بنفوسنا، ودعوا له، ولم يخوضوا في المسألة بعد هذا. وذكر أبو الحسن ابن رشيق الأديب في كتابه، قال: كتب محمد بن علي الطبني حين عزم أبو عمران على السفر الى الحج إليه:

أقول والنفس حزنى منك والهة … مما تحاذره من فقد محياها

ومن له رب ما تراه من عمل … برٍ وإن كان في بقياه بقياها

فإن تُقم لم يُرِعني نأيُ مرتحل … وإن ترد سفرًا ودعتك اللهَ

نفسي بما ترتضيه غير كارهة … وحسبك أن ما أرضاك أرضاها

فأجابه أبو عمران :

حياك ربك من خل أخي ثقة … وصان نفسك بالتكريم مولاها

من كل غم وشأن لا يوافقها … هو العليم بما يبديه مولاها

ولا أضاع لها الرحمن حرفتها … وقولها إن تسر ودعتك اللهَ

فالله يجمعنا من بعد أوبتنا … ويؤتنا من وجوه البر أسناها

وتوفي أبو عمران سنة ثلاثين وأربعماية. ومولده سنة ثلاث وستين وثلاثماية. فيما حكى الجياني، عن أبي عمر ابن عبد البر، وقال أبو عمر المقرئ: مات وسنه خمس وستون سنة.

[أبو القاسم عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الكناني]

المعروف بابن الكاتب. من فقهاء القيروان المشاهير، وحذاقهم. قال ابن سعدون: كان موصوفًا بالعلم والفقه والنظر، وفضله مشهور. تفقه في مسائل مشتبهة من المذهب. وحجّ، ولقيه أبو القاسم الطائي بمصر، وسأله عن فروق أجوبته في مسائل مشتبهة من المذهب. قال الطائي: وقد كان

<<  <  ج: ص:  >  >>