مولى الحكم بن هشام، من أهل قرطبة. تقدّم ذكر أبيه. سمع من أبيه، ويحيى بن يحيى، وابن حبيب ونظرائهم. ورحل فشرك أباه في بعض رجاله. سمع من أشهب وعبد الله بن نافع الزبيري، وعبد الله بن عبد الحكم. وقدم الأندلس، فكان معدودًا في هذه الطبقة. فعاجلته منيته، سنة ست وستين. وقيل سنة ستين. كذا ذكره ابن حارث، وابن عبد البر، وابن الفرضي، أنه توفي سنة ستين، وأنه عاجلته منيته. قال المؤلف ﵀: ولم يدرك أشهب، ولا صاحبيه. وتعلم منهم، ويكون في سن من يرحل للعلم حينئذ، لا تعاجله منيته في هذه المدة. قال بعضهم: ولعله سنة ست ومائتين، والأصح والله أعلم، أن الوهم في قوله عاجلته منيته، لا في وقت وفاته. فإن ابنه عبد الله، كان من حفاظ المذهب، وقد روى عن المشائخ. توفي سنة سبع وثلاثمائة. ولو كانت وفاته ست ومائتين، لكان ابنه معمر والله أعلم.
[أبان بن عيسى بن دينار]
تقدم نسبه. سكن قرطبة. يكنى أبا القاسم. سمع من أبيه، ورحل، فلقي سحنون بن
سعيد، وعلي بن معبد، وغيرهما. ورحل فسمع بالمدينة من ابن كنانة، وابن الماجشون، ومطرف. وروى عنه محمد بن وضاح، وقاسم بن محمد، ومحمد بن لبابة. قال ابن أبي دليم: وكان فقيهًا، وغلب عليه الزهد والورع، وشوّر بقرطبة، مع ابن حبيب، وأصبغ بن خليل، وعبد الأعلى بن وهب. قال الرازي: وولي قضاء طليطلة، وقد كان امتنع، وقال: لا أحسن القضاء. قال محمد بن حارث: ولي للأمير محمد بن