صنعة النظر، وحذق الجدل الذي بذلك تقدم أئمتهم، فرس في النحو وعلم لسان العرب، واستصحبه القيم بالخلافة بها. إذ ذاك الملك العادل، أبو الفتح. واستصحبه الى أصبهان، لتدريس بقية الأدب، فذهب علمه بالسنة هناك ضياعًا. ولم يبلغني أن أحدًا أخذ عنه هناك، ويقال إن سبب هذا دعاء الشيخ أبي القاسم السيوري عليه. فإنه يحكى أنه كان كثيرًا ما يسيء الأدب معه، ويتبع سقطاته، حتى جمع من فتاويه نحو ثلاثين مسألة ادعى عليه الخطأ فيها، فأنكرها الشيخ، وكتب الى أصحابه لا تسمعوا منه فإنه كذاب. فأسقط بهذا، وتوفي بأصبهان بعد الخمس، بعد أن جرت له بها حروب، في مطالبة الغزالي. وكان أحد القائمين عليه هناك، لكنه حمي عنهم فلم يصلوا إلي. والله أعلم بالسرائر. لا إله غيره.
[من أهل مصر]
[أبو محمد التونسي]
سكن مصر، وكان فقيهًا مالكيًا، وكان مفتي مصر في وقته، أخبرني بخبره شيخنا الأستاذ الخطيب، أبو القاسم خلف بن ابراهيم المقرئ، وقال لي: لقيته بمصر، وأفتى بقطع نخلة لبعض المصريين لإضرارها بما جاوره. فبلغ ذلك من صاحبها مبلغًا، وكان شاعرًا. فقال في رثاء نخلته أشعارًا كثيرة. ومال على التونسي فيها وذمه.
[يحيى بن حمود الاسكندراني]
كان فقيهً في وقته. وحاز رئاستها. وكان بها معظمًا، عليه اعتماد