للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن أيامًا قضاء جيان، فأبى واستعفى، فأمر الأمير أن يوكل به الحرس، حتى بلغ به جيان، ويكره على الحكم. ففعلوا ذلك، حتى أجلسوه، وحكم بين الناس يومًا واحدًا. فلما أتى الليل هرب على سقوف البيوت، فسقط واندقت فخذه، فأصبح الناس يقولون: هرب القاضي. فانتهى الخبر الى الأمير، وقال: هذا رجل صالح. وأمر أن يبسط له الأمان، وأن يخرج. فلما خرج ولاه الصلاة بقرطبة. وقال: نحن أحق به من غيرنا. سئل أبان عمن له غرفة أراد أن يفتح لها بابًا على مقبرة. فقال: لا يجوز أن يفتحه على مقبرة المسلمين. قال أبو عبد الملك: كان الغالب عليه الفقه. وكان كثير العمل، كثير الصيام. قال ابن لبابة: لم أنظر قط لوجه أبان إلا وجدت الموت. وكان يصف فضله وزهده وورعه وأثنى عليه أبو صالح، والأعناقي، وابن خمير، ومحمد بن غالب الصفار، وطبقتهم، ممن بعدهم. وقال أحمد بن حزم: قال الأعناقي: لم أرَ أحدًا، ولا سمعت في الدنيا، من كانت له هيبة أبان بن عيسى. وما كان منا من ينظر الى وجه صاحبه، أو يرفع رأسه إليه، فكيف يتكلم. وتوفي نصف ربيع الأول سة اثنين وستين ومائتين.

[إخوته عبد الوهاب بن عيسى]

ذكره الرازي في الاستيعاب، وقال: كان فقيهًا زاهدًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>