للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينكر على ابن لبابة قراءتها للناس، شديدًا. وذكر أبو محمد بن حزم الظاهري، المستخرجة. فقال: لها بإفريقية القدر

العالي والطيران الحثيث. وتوفي العتبي، في نصف ربيع الأول، وقيل الآخر، سنة خمس، وقيل أربع وخمسين ومائتين.

[ابراهيم بن حسين بن عاصم]

تقدم نسبه عند ذكر أبيه. ثقفي قرطبي لقي أبا إسحاق. سمع من أبيه، وغيره. ورحل فسمع بالمشرق من جماعة. قال ابن أبي دليم: وكان من أهل الفقه، وتصرف للسلطان في أحكام الشرطة والسوق، أيام الأمير محمد فغلب على أهل الشر، وقتل وصلب بلا مشاورة سلطان، ولا فقيه. قصد بذلك التشديد عام المجاعة. لما كثر من تطاول أهل الشر، وكثر عليه - من الحكام - استطلاع رأيه في الصلب، والقطع وشبهه. فولاه السوق، وعهد إليه التحفظ، وأذن له في العقوبات بلا مؤامرة منه. فكان ابراهيم إذا جيء بالفاسد المفدح، قال له: اكتب وصيتك، ودعا بشهود فأشهدهم عليها. فإذا فعل هذا علم أن ذلك مقتول. ثم يأمر بصلبه، ونحوه. فكان بين يديه من المصلّبين عدد، وأخذ في ذلك بالشدة، حتى تجاوز الحد، وجرت له في ذلك قصة ظريفة، من قوم جاءوا بفتى من جيرانهم؟ يشكون تطاوله. ويريدون زجره. فقال لشيخ منهم: ما يستحق عندك؟ فقال على وجه التغليظ: ما يستحق هؤلاء. وأشار الى المصلّبين، فقال لهم ابراهيم: انصرفوا. وقال للفتى: اكتب وصيتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>