للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصبح وكان مالك لا يتكلم حتى تطلع الشمس فجلس الرجل ما شاء الله ثم قام يذهب فقال له ابن دينار ما شأنك؟ فأخبره. فأفتاه ابن دينار. فلما فتل قال مالك: يا محمد تفتي؟ قال أصلحك الله لم يطمع الرجل فيك وقام ليذهب، فخشيت أن يذهب بحاله فأفتيته بما أعلم من مذهبك. فقال له مالك: عجلت.

قال سحنون كان مالك وعبد العزيز وابن أبي سلمة ومحمد بن دينار يختلفون إلى ابن هرمز، فيسألونه، فيجيب مالكًا وعبد العزيز، ولا يجيب الآخر. فتعرض له ابن دينار وقال له لم تستحل ما لا يحل لك؟ وذكر له القصة. فقال له: إني كبرت سني وأخاف أن يكون خالطني في عقلي مصل الذي خالطني في جسمي ومالك

وعبد العزيز فقيهان عالمان يسألاني عن الشيء فأجيبهما فما رأياه من حق قبلاه، وما رأياه من خطأ تركاه. وأنت وذووك ما أجبتكم به قبلتموه. وتوفي رحمه الله تعالى سنة اثنتين وثمانين ومائة.

[عثمان بن عيسى بن كنانة]

قال ابن سعبان: يكنى أبا عمرو. وكنانة مولى عثمان بن عفان، قال أبو عمر بن عبد البر: كان من فقهاء المدينة، أخذ عن مالك وغلبة الرأي، وليس له في الحديث ذكر. قال الشيرازي كان مالك يحضره لمناظرة أبي يوسف عند الرشيد، وهو الذي جلس في حلقة مالك بعد وفاته. قال ابن بكير لم يكن عند مالك أضبط ولا أدرس من ابن كنانة وكان مالك إذا مل من حبس الكتاب علينا أسلمه إلى حبيب كاتبه، وربما إلى ابن كنانة

<<  <  ج: ص:  >  >>