في روعه، وزهده، وما عداها إلى غيرها إلا عرف ذلك فيه، ولو عاش عبد الرحمان أبدًا ما رأيتموني أبدًا. قال محمد بن عبد الحكم: جاء ابن وهب إلى أبي، بعد موت ابن القاسم، فقال له: تبرأ - ابن القاسم في قبره. لا ترو عنه شيئًا من كتبه. يعني الأسدية. فما رأى أبي فيها شيئًا إلا مثل المسألة والمسألتين على سبيل المذاكرة. ومال أسد بعد هذا إلى كتب أبي حنيفة، فرواها وسمعها منه أكثر الكوفيين يومئذ، ومال إليهم. ولما أحرق عباس الفارسي كتب المدونة وغيرها من كتب المدنيين ضربه أسد دررًا. فعنته رجل في ذلك، فقال: إنما أنجيته بضربي هذا من القتل بين يدي - الأمير لحرقه كتبًا فيها العلم، وفيها ذكر الله تعالى. فقلت: أيها الأمير دعني أضربه وأشهره، فهو أبلغ له، فاستنقذته بذلك من القتل. وكان عباس هذا محدثًا يبغض أهل الفقه، والرأي، ويقع في أسد وابن القاسم. فيقال أن ابن القاسم دعا الله عليه أن يمنحه في بلده وأنه تشكى منه الأسد.
[ذكر مكان أسد من العلم والفضل والسنة]
قال أبو العرب: كان أسد ثقة، لم يرم ببدعة. قال بكر بن حماد: قلت لسحنون: يقولون أن أسدًا قال بخلق القرآن. فقال: والله ما قاله.