للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما فيها. استعن بها في سفرك. وأخبار أبي الحسن في هذا كثيرة. ومن حكم كلامه ومناجاته، قوله: أرني من قصده فخيّبه، أرني من توكل عليه فأضاعه، أرني من أطاعه فأضاعه. إذًا لا تراه أبدًا،

وكان يقول: هانوا عليك فعصوك، ولو أحببتَهم لحميتهم. وكان ينشد:

يا رب كن لي وليًا … بالصّنع حتى أطيعك

لئن ذممت صنيعي … لقد حمدت صنيعك

إن كنت أعصيك إني … أحب فيك مُطيعك

[ذكر وفاته رحمه الله تعالى]

توفي سنة سبع وأربعين وثلاثمائة. وهو ابن تسع وتسعين سنة. وقيل ابن ثمان وثمانين سنة. ودفن بالمنستير. وأوصى أن يكفن في ثلاثة أثواب. يدرج فيها، إدراجًا. وسمع وهو يقرأ عند خروج نفسه: إن المتقين في جناتٍ ونهر. وسمع في نزعه، يقول: لا. يا عدوّ الله، حتى يردوا الرداء. فقيل له: ما هذا؟ قال: إبليس عند رأسي، يقول نجوت مني.

[عمر بن عبد الله بن يزيد، المعروف بابن الإمام الصوفي]

أبو حفص. قال المالكي: كان ممن طلب العلم، وتفقه، وسمع من أحمد بن أبي سليمان وغيره. ثم اعتزل الناس. ولزم العبادة والتبتل. وقيام الليل. وكانت له في كل ليلة ختمة. ثم زاد فهمه. فكان لا يكاد يبلغ

<<  <  ج: ص:  >  >>