فيه إنكارًا، فسألته. فقال: ما لي لا أغتمّ، وكانت لي خادم تمنعني من الفِرن، وإنما أصبت بها، فأعلمت بذلك، سحنونًا. فبعث الى خمسة رجال من أهل الساحل. وبعث الى جامع العطار، فأخذ منه خمسين دينارًا وقال: ادفعها عشرة، عشرة، للخمسة الرجال. وقال لهم: فرقوها على ثقات في الزيت ففعلوا وكان ذلك قريبًا من جمع الزيتون. فلما أتم، كتبوا إليه باجتماع الزيت، فأمرهم ببيعه، فباعوه بمائة دينار. فردّ منها الى العطار خمسين دينارًا وبعث بالخمسين الى الزويلي فأخذها، ودعا له. وقال له يفتقدنا في دنيانا وآخرتنا. رحمهم الله تعالى ورضي عنهم أجمعين.
[سهل بن عبد الله بن سهل الفبرياني]
رحمه الله تعالى. تقدم ذكر أبيه. يكنى بأبي يزيد وكان معدودًا في أصحاب سحنون. وسمع منه، ومن عبد العزيز بن يحيى المدني، ومن أبيه. وكان فقيهًا ثقة. وكان كثير المال، فعالًا للخير، بنى قصر الرباط على البحر بسوسة. فأنفق فيه مالًا عظيمًا. وكان قوم أرادوا بناءه، فأتوه يستعينونه في ذلك. فتولى جميعه. وقيل بل كان موضعه ربوة رمل كبيرة. كان محمد بن سحنون يجلس عليه، بعد العصر مع أصحابه. إذ كان بقصر الطوب، مع أصحابه، ينظر في البحر، والتفرّج به. فقال يومًا وددت لو بُني هاهنا قصر. فقال له سهل: أنا أبنيه. فبناه. وأنفق فيه نحو ألف مثقال. توفي سنة اثنتين وثمانين ومائتين. مولده سنة تسع ومائتين سمع منه عالم كثير، منهم أبو العرب، وأحمد بن محمد القصري، وغيرهم.