للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسموعًا فيه. يتبع الرأي. وكان فقيهًا زاهدًا. مالكي المذهب ذا رئاسة وظهور. وكان شديدًا على بني عبيد، حين ملكوا مصر والشام، ذامًّا لهم، منفرًا للعامة عنهم. قائلًا لهم. قال ابن سعدون: وكان شيخًا صالحًا. قال أبو إسحاق الرقيق في تاريخه: هو رجل معروف بالعلم، وكان يفتي في المحافل، باستحلال دم من أتى من المغرب. ويستفز الناس لقتالهم. يريد بني عبيد. قال: وكان أغلظ عليهم من القرامطة. قال القاضي رضي الله تعالى عنه: وإنما سلك في هذا، مسلك شيوخ القيروان في خروجهم عليهم، مع أبي يزيد، لاعتقادهم كفر بني عبيد قطعًا. وقالوا لأبي يزيد: أنت رجل من أهل القبلة، نقاتل بك، من كفر بالله ورسوله.

[ذكر محنته رحمه الله تعالى]

ومما ذكره الرقيق، وابن أبي يزيد، وابن سعدون، وكان رحمه الله تعالى، لما قام الأعصم القرمطي الجنّابي، ونهض الى الشام، واسمه الحسن. فرأى المنصور. وأتى من موضعه بالإحساء، فحل بالرّملة بجيوشه. سنة سبع وخمسين وثلاثمائة. وأمامه أميرها، لا يسع أبي بكر إلا مداراته على بلده، لئلا يستبيحه. فأدخله الرملة. ولم يخالفه أهل البلد. ووقَوا كثيرًا من شره، ثم زحف الأعصم، الى مصر، وحصر القاهرة. وبها العبيدي، صاحب القيروان الملقب بالمعز إثر وصوله إليها. وغلامه جوهر الصقلبي، الى أن هزموا الأعصم، وفر أمامهم الى بلده، الإحساء. وذلك في سنة أربع وستين. وانبعث عساكرهم. فخرج أبو بكر النابلسي من الرملة خائفًا منهم الى دمشق. فلما حصل بها، قبض عليه بعض

<<  <  ج: ص:  >  >>