المقري، قيرواني. أبا عبد الله بن محمد. أخذ عن القابسي، ورحل الى عبد المنعم بن غلبون. وكان الغالب عليه علم القرآن. قال أبو عمر الداني: كان ذا حفظ وفهم، وستر وعفاف. قال حاتم الطرابلسي: كان رجلًا عاقلًا فهمًا، حلوًا متقللًا. أشهر من في المغرب في وقته بالقراءات، وأبصرهم بها. وله في القراءات كتاب الهادي وغيره. روى عنه حاتم الدّلائي. قال أبو الطيب الخلودي الفقيه: كان شيخنا أبو عبد الله بن سفيان، إمامًا فاضلًا، وكان له اعتناء بعلم الحساب، والهندسة. وقد حكى ابن محرز عنه في مسألة. قال أبو عمر المقرئ في طبقاته: وخرج من القيروان لأداء الفريضة، سنة ثلاث عشرة وأربعماية. فحجّ وجاور بمكة. ثم أتى
المدينة. فتوفي بها سنة خمس عشرة.
[سيدي محرز العابد رحمه الله تعالى وغفر له]
هو أبو محمد محرز بن خلف ابن أبي رزين التونسي، المعروف بالعابد. خاتمة صلحاء علماء إفريقية. روى عن أبي إسحاق الدينوري. وكتب الى الأبهري، ولا أدري لقيه أم لا. روى عنه حاتم، وكان متقشفًا فاضلًا، زاهدًا في الدنيا، مجانبًا لأهلها، مستجاب الدعوة. ذكر أن أهل تونس لما قتلوا الروافض، القتلة المعلومة، وحدثوا أن محرزًا شيخهم حملهم عليه، وطهر الأرض منهم، ورفعت القصة الى باديس أمير إفريقية، حنق على التونسيين، وعزم على القصد لهم، وقال: تكون الأرض، ولا تكون تونس. فبلغ الخبر أهل تونس، فجزعوا له. وفزعوا الى شيخهم