محرز، وأخبروه ما بلغهم بأنفسهم، وقال لهم: بل تكون الأرض ولا باديس، فأخذ في الدعاء عليه. فأخذ باديس ذبحة أتت عليه، وأراح الله تعالى منه. حكى بعضهم أنه كان آخر ليله ونهاره، إنما صلاته النافلة. يصلي ركعتين ثم يجلس، يتفكر ساعة أو ساعتين، ثم يقوم فيركع ركعتين ثم يجلس يتفكر، يفعل ذلك عامة ليله ونهاره، وكان بتونس، صقليّ أمر الناس ألا يكبّروا على الميت، إلا خمس تكبيرات. فقال له المشارقة: أبو كسية يكبّر أربعًا، ولا يؤذن حيّ على خير العمل، ولا يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة، ولا يسلم تسليمتين، ولا يؤذن الصلاة خير من النوم. فأرسل وراءه، فدخل عليه محرز، وحول الصقلي المشارقة. فلم يسلّم، فقال له الصقلي: السلطان يأمر بكذا. وأنت لا تفعل أمر السلطان، إحذر من السيف. فقال له: الصراط أحدّ من السيف، ومن السلطان وأمره؟ ثم انصرف. فبهت الصقلي، ولم يتكلم بكلمة. وغشي عليه، فلما أفاق من غشيته، قال: تقولون أبو كسية؟ لما أشار بيده إليّ حسبت كأن من ضربني برمح في القلب، فغشي عليّ. ودخل عليه كاتب ابن أبي العرب. فقال: أحب أن
توصيني بوصية، الى عبد الله ابن أبي العرب. فقال له: ولابد. قال: نعم، إذا وصلت إليه، فقل له: يقول لك المؤدب إقرأ سورة ابراهيم. فإذا فرغت منها كررها ثلاث مرات، يريد تنبيهه على قوله تعالى: ولا تحسبنّ الله غافلًا عما يعمل الظالمون الآية. كتب الى الأبهري، أبي بكر، يسأله عما يأخذ بنو عبيد من الزكاة. فأجاب بأنها لا تجزئ. وكذلك الجبنياني، والقابسي. لأنهم يقرون بالزكاة المفروضة، وإنما يأخذونها على أنها جزية. وهم على غير