العترة، فقدّموها الى الفضاء، ليستوسعوا، فقدموها، وشط أنشاط الناس واخفاؤهم، فاصطفوا قربها، وتشاغل أولو الهيئات عن ذلك، ومكثوا مكانهم. فحصل قرب الشيخ من لم تكن عليه مؤونة. وقطع بأولئك. وذكر عن عثمان بن سعيد الزاهد، قال: لما احتضر يحيى بن معمر بإشبيلية، قال لمولى له من أهل الصلاح: أقسم بالله عليك، أجل الأقسام، إذا أنا متّ ألا ما ذهبت ليحيى بن يحيى فقل له يقول لك ابن معمر: وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلَبٍ ينقلبون. ففعل ذلك. فبكى يحيى وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون. ما أظنه إلا خدعنا في الشيخ وسيء بيننا وبينه. ثم
استغفر الله مليًا. ودعا له. وذكر ابن حارث: أنه ولي القضاء بقرطبة مرتين. إحداها سنة تسع ومائتين والأخرى بعد ذلك. قال ابن الفرضي: وهو الصحيح. قال ابن أبي دليم: وتوفي سنة ست وعشرين ومائتين.
طبقة ثانية بعد هؤلاء
[منهم من أهل المدينة]
[أبو الحكم المعروف بالبربري]
قال القاضي اسماعيل بن إسحاق: أبو إسحاق بن الحكم المدني. المعروف بالبربري. كان من أصحاب عبد الملك بن الماجشون. وكان مشهورًا بكنيته. روى عنه القاضي اسماعيل في المبسوط، مسائل من الاحباس. ثم سأل عنها القاضي يحيى بن أكثم، عبد الملك بن الماجشون فأجابه فيها.