للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فما مسألتك؟ فأخبرته. فقال: تلومني على هذا، وهذه مسألة ينبغي أن لا تذكر قدّام

الناس. الجواب فيهما، كذا وكذا. قال أبو محمد يحيى: قلت لربيع: إذا أتى العدو، فقال: العدو إنما هو السارق. والسارق لا يدخل بيتًا خاليًا. إنما يدخل بيتًا عامرًا. ولكن إذا قال لك: هكذا. ومد يديه، يشير الى الدعاء والتضرّع واللجوء الى الله، ﷿ في كشف ما طرأ عليك، منه. فإنه يذهب. قال: وسألنا ربيعًا عن حضور مجلس السبت، فامتنع. فألححنا عليه، فوعد ومضى معنا إليه. وجلس ورأسه بين ركبتيه. ونحن نسمع تنهيده، حتى انصرف. فلما وصل منزله عصر القميص الذي كان عليه عصرًا، من الدموع، وبيّته على الحبل.

[فصول من كلامه رحمه الله تعالى]

من كلامه: الدنيا أمل ووجل، والآخرة جزاء وعمل، ومتوسط بينهما أجل. ومن كلامه: لا ترضَ على نفسك في أمسك. وعظة لك، في سرور غيرك بالتغيير. وفي صفاته بالتكدير. وفي عزّه بالذل. وفي عقده بالحل. وكان يقول: أخبركم بالحازم العازم، الذي قال: هاؤم اقرأوا كتابيه. إني ظننت أني ملاقٍ حسابيه. ومن نظمه قوله رحمه الله تعالى:

لا تطمئنوا فإن الناس قد حالوا … واقبض لسانك عما قلت أو قالوا

واحذر زمانًا إذا حدثت عن زمن … نادى النصيحة أما ملت أو مالوا

وابك الدماء على ما فات من زمن … فيه الوفاء وفيه الدين والمال

لله أنت وقد غدوت في زمن … أعلى الفضائح آداب وأعمال

<<  <  ج: ص:  >  >>