للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذا تفنن في المعارف وحذق بالشروط، وسعة الرواية. سمع من أبي عيسى، وأبي علي البغدادي، وأحمد بن هلال، وابن ثابت، وابن عيسى، وابن دحون، وغيرهم. حدث عنه أبو عبد الله بن عتاب. وأبو عبد الله بن الطلاع والساري الطليطلي. وأبو محمد بن الدباغ، وابن الحصار وابنه. توفي سنة خمس وعشرين وأربعماية. وقد بلغ سنًّا عالية. مولده سنة سبع وثلاثين وثلاثماية.

[أبو عبد الله ابن الحذاء]

واسمه محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن محمد بن يعقوب بن داود التميمي. هكذا نسبهم. والحذاء بالذال المعجمة. وحكى ابن عفيف، أنهم يأبون ذلك. ويقولون هو بدال مهملة. من حدا الإبل. وإن جدهم الذي ينسبون إليه هو حادي رسول الله . قالوا: ولكن لما سكن أولنا في ربض الحذائين بقرطبة، تصحف على الناس نسبنا، لقرب الحرفيين، ينسبون الى بني أمية. وكان جدهم داود: أمير، يوم مرج راهط. فكان صدرًا في موالي بني أمية. وهو الداخل الى الأندلس من الشام. وكان بنوه ذوي وجاهة في أعمال السلطان بالأندلس، من التقديم على مهم الأعمال والتصريف في الأمور الجليلة. قال ابن عفيف: كان أبو عبد الله هذا فقيهًا عالمًا حافظًا، متفننًا في الأدب، حافظًا للرأي، مميزًا للحديث ورجاله بصيرًا بالوثائق، مرسلًا بليغًا. وكان خطيبًا مجيدًا، ومعبرًا من أبصر الناس بذلك. له فيها نوادر مشهورة، محسنًا، حسن المشاركة للناس. قال ابن عفيف: وغلب عليه الحديث، فبذّ في علومه أهل زمانه. وكان ابن زرب قد

استخثه من صغره. وهو ابن أربعة عشر عامًا، وتفقه عنده، ولقي غيره من شيوخ الأندلس، ، كزكريا بن برطال،

<<  <  ج: ص:  >  >>