ذكر ابن اللباد، أن محمد بن عبدوس صلى الصبح بوضوء العتمة، ثلاثين سنة. خمس عشرة من دراسة. وخمس عشرة من عبادة. وروينا عن غيره أنه رأى في منامه أنه يقال له مضضت؟ فاستوى قائمًا. وسأل بعض أهل العلم بالرؤيا. فقال له مضضت على العمل. فقال: وأي عمل أفضل مما أنا فيه، من تأليف المجموعة. ثم لزم العبادة، والعمل. فمات الى سنته. قال أحمد بن نصر: كنت إذا رحلت الى محمد بن عبدوس، وجدته قد جلس محتبيًا متواضعًا، زائلًا عن صدر فراشه، فلا يعرفه أنه صاحب المجلس، إلا من يدريه. قال غيره: وكان إذا رأيته
يصلي، علمت أنه ممن يخشى الله تعالى. وكان يركب على الشند. قال حماس فعاتبناه على ذلك. وقلنا له: الناس ينظرون إليك ويقصدونك، فما زلنا به حتى اشترى سرجًا دَيْنًا كالقتب بعض الشنود خير منه. قال محمد بن بسطام: كان مجلس ابن عبدوس في ركن المسجد، فإذا جاء السائل لم يعرفه؟ حتى يقول من هو؟ وربما كان على رأسه منديل مهلبي، فيركب السلال إذا خرج الى منزله. ولما انصرف من الحج، أعرض عن الكلام في مسائله لئلا ينفتح له باب من الرأي، يظهر له به نقص في حجه. قال محمد بن بسطام: كنت في بيتي ليلة شاتية. إذ دق عليّ الباب، فخرجت. فإذا محمد بن عبدوس، وعليه جبة صوف وقلنسوة صوف. فقال لي: يا محمد ما نمت الليلة غمًا لفقر أمة محمد ﷺ. وهذه مائة دينار ذهبًا، غلة ضيعتي هذا العام، احذر أن يمسي الليل وعندك منها شيء، وانصرف. قال أبو الفضل السبتي: صلى رجل خلف محمد بن عبدوس، فلما سمع قراءته سقط الرجل، فلما فرغ ابن