يعتقد بعض المؤرخين أن أصل سكان افريقيا كنعانيون أجلاهم نبي الله موسى عن فلسطين. ويقول آخرون: إنهم من عنصرين سامي وحامي، امتزجا ونشأت منهما أمة وشعوب، لا حامية ولا سامية، بل وسط بينهما أو مزيج. وقد تتصل وتتفاعل هذه الشعوب بشعوب أخرى قريبة لها في أصولها. إذ يروي السلاوي أن حمير أبو القبائل اليمنية قد ملك المغرب مائة سنة، وكذلك القرطاجنيون عاشوا ثمانية قرون كاملة على السواحل الإفريقية، وهم ساميون من الشام قريبون في ساميتهم من العرب، هذه المجموعة من الأجناس تكون منها شعب شمال افريقيا، وما جاء الفتح الإسلامي حتى وجد أمما تمت إليه بنسب، وليست غريبة عنه غرابة الرومان أو الاغريق، وإن كانوا قد صمدوا في أول أمرهم للفتح العربي، إلا أنهم ما انفكوا أن اعتنقوا الدين الإسلامي وتكلموا العربية وصهروا في الجنس العربي، وكانوا أول الأمر موالي وجنوداً، وأخرى عرباً يستنكفون أن ينتسبوا لغير العرب إلى يومنا هذا.
في خلافة معاوية كان الفتح النهائي لإفريقيا على يد عقبة بن نافع الفهري في عشرة آلاف فارس عربي، وتأسست القيروان، وخرج عقبة منها، ثم