للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن المكوى، بإجماع، أفقه منه. ولا أغوص على الفتيا ولا أضبط للروايات مع نصيب من الأدب والخبر. ولم يكن معه كتب إلا يسيرًا من الأصول. وكان بقية علماء وقته بقرطبة. وعاش بعد قرنائه، فانفرد بالرئاسة، بقية مدته. وكان فكه المجلس. جمّ الإفادة. شديد التواضع مع رفعة حاله، وتقديم الناس له. يشتري جميع ما يحتاج إليه في الأسواق لنفسه. حسن الرأي. أنشد بعض الأدباء لابن دحون، وزعم أنها من قوله، وهي تنشد لابن الروي :

عجبت من الخير في أنعم بالدجى … وأصبح ريّاه مع الصبح يعجب

فخلت الرِّيا طبعًا له فكأنه … فقيه يرائي وهو بالليل يشرب

قال ابن حيان: وكان يرخص في السماع، ويجادل فيه عن مذهبه. وسئل عن

حاله، فقال: ما حال من يعثر في ثوبه ويلقط الحيوان في جسمه. وتوفي في صدر محرم سنة إحدى وثلاثين وأربعماية. وسنه تسع وثمانون.

[أبو محمد حماد بن عمار الزاهد]

قرطبي. كان منقطع القرين في فضله. جمع الى العلم الأدب والفقه، والبلاغة. وكان منزويًا عن الناس، منقبضًا عن الرؤساء، متبركًا به، مقطوعًا بفضله. خرج بعد الفتنة الى طليطلة، وطلب لقضاء قرطبة في الفتنة، فلم يطمع به. ولا أعلم أنه أخذ عنه علم. وبه ختم زهاد الأندلس، من طبقته. حدث عنه الطرابلسي. وتوفي بطليطلة سنة اثنتين وثلاثين وأربعماية. وسنه بالقياس أزيد من ماية سنة. وهو ممتع بجوارحه.

<<  <  ج: ص:  >  >>