وخرج عنه البخاري ومسلم وعده ابن حبيب في الطبقة التي صار إليها الفقه بالمدينة بعد طبقة مالك، وشارك مالكًا في كثير من رجاله. وكان من أجل أصحابه وأخصهم به. وهو أول من جلس معه حين انعزل عن مجلس ربيعة، وعمل لنفسه مجلسًا. قال مطرف: قال لنا مالك: لما أجمعت تحولًا من مجلس ربيعة، وعمل لنفسه مجلسًا. قال مطرف: قال لنا مالك: لما أجمعت تحولًا من مجلس ربيعة جلست أنا وسليمان بن بلال في ناحية المجلس، فلما قام ربيعة عدل إلينا وقال: يا مالك تلعب بنفسك! زفنت وصفق لك سليمان ابن بلال، بلغت أن تتخذ مجلسًا، ارجع لمجلسك. وقد ذكرنا هذا الخبر بتمامه وسببه في أخبار مالك، وولي سليمان بن بلال سوق المدينة. وقال أحمد بن صالح الكوفي: أنه ولي قضاءها. وقال ابن قتيبة: ولي خراجها. والأول أصح. وقد قال بعضهم: إذا قال مالك ألأمر عندنا والأمر المجتمع عليه عندنا فإنما يعني ما به الحكم أيام سليمان بن بلال. وهذا غير صحيح. وقد شرحنا هذا الفصل في أخبار مالك وولي ابن بلال القضاء ببغداد للرشيد وتوفي وهو عليه. وصلى عليه الرشيد وذلك في سنة ست وسبعين ومائة قبل وفاة مالك بثلاث سنين. وقد قال البخاري: توفي سنة سبع وسبعين. وقال ابن قتيبة: سنة اثنتين وسبعين. وقال محمد بن المثنى سنة ثلاث وسبعين.
[محمد بن مطرف]
هو أبو غسان الليثي، المزني صاحبه. وله كتب مالك رسالته في الفتوى وهو يرويها عنه، وحكى البخاري أن إسحاق قال فيه: محمد بن طريف. قال البخاري: والأول أصح، مدني، نزل عسقلان. سمع زيد ابن أسلم وأبا حازم ومحمد بن المنكدر وشاركه مالك في كثير من رجاله.