مالك. فلم يعارضه، وقال لمن حوله: امضوا معه. فخرجوا ومعهم سيوف مصلتة. فمر بجماعة من الناس ممن أحضر، لأخذ الدعوة. فوقف عليهم فقال: تثبتوا ليس بينكم وبين الله ﷿ إلا الإسلام. فإذا فارقتموه هلكتم. فترك عبد الله طلب بقية الشيوخ، بعد ذلك المجلس.
[ذكر مذهبه في الإيمان رحمه الله تعالى]
قال الداودي: كان ابن التبّان إذا سئل عن غيره، هل يقول: هو مؤمن عند الله، أو يسكت. فكان يقول: هو مؤمن عند الله. وقال بقوله جماعة من علماء القيروان. وخالفه أبو محمد بن أبي زيد ﵀. وأنكر عليه ذلك. وقال: إنما يقول، إن كانت سريرتك، مثل علانيتك، فأنت مؤمن عند الله. وقال بمثل مقالته، أكثر علماء القيروان. ووقع بين الطائفتين في ذلك تهاجر، وتقاطع. قال الداودي: فكلمنا ابن التبّان في ذلك، وقلت له: كيف نقطع على غيبة؟ فقال: فإن كانت سريرته مثل علانيته، كان كذلك. يقال هذا مؤمن في حكم الله تعالى، مثل قوله تعالى: فإن علمتُموهنّ مؤمناتٍ فلا ترجعوهُنّ الى الكفّار. فقال لي أبو محمد: ليس هذا أراد. فقلت: كذلك يقول.
[ذكر حكم من كلامه وبقية أخباره ووفاته]
قال أبو محمد لبعض من يتعلم منه: خذ من النحو، ودع. وخذ من الشعر، وأقل. وخذ من العلم وأكثر. فما أكثر أحد من النحو إلا حمّقه. ولا من الشعر إلا أذلّه.
ولا من العلم إلا شرفه. ويذكر عنه أنه كان كثيرًا ما كان ينشد: