للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسنذكرهم. ولعله مات شابًا قبله والله أعلم. قال أبو زيد: سمعت ابن القاسم يقول: ما ضن احد بعلمه فأفلح. لقد كنت أحضر مجلس مالك فاسمع منه، فإذا لم يحضر أصحابي سألوني ما سمعت أخبرهم، ويحضرون وإلا احضر فاسألهم فلا يخبرونني. وقال ابن القاسم كأني كنت أنا وأشهب نختلف إلى عاملين مختلفين، لاختلافهما في الرواية. قال الصمادحي: من أجل هذا تركت السماع من أشهب. وذكر الطالبي: أن ابن القاسم لما رجع إلى مصر اجتمع حوله الناس في المسجد، فسأل عن ذلك الليث فقيل له: هذا ابن القاسم. فقال يأبى الله ذلك والمسلمون.

فرأى في المنام تلك الليلة: هاتفًا ينكر عليه ذلك. فاستيقظ وهو يقول لا يأبى الله ذلك ولا المسلمون. تحراني الجامع فحدث الناس حوله برؤياه. ولابن القاسم سماع من مالك عشرون كتابًا وكتاب المسائل في بيوع الآجال.

[ذكر فضله وعبادته وورعه وكرامته وشيء من خبره]

قال ابنه موسى: قال لنا أبي، وأمرنا بالصلاة والخير ثم قال: كنت وأنا ابن ثمان عشرة سنة أختم في كل يوم، وأحسبه قال وكل ليلة القرآن. قال الحارث ابن مسكين: سمعت ابن القاسم يقول: اللهم امنع الدنيا مني وامنعني منها بما منعت به صالحي عبادك. فكان في الورع والزهد شيئًا عجيبًا. قال غيره: ذكر أنه شهد عند بعض قضاة مصر فلم

<<  <  ج: ص:  >  >>