للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محا لي الشئ بكمه من كتابي.

قال ابن أخيه: كنت معه بالإسكندرية مرابطًا، فاجتمع الناس عليه يسألونه نشر العلم، فقال لي: هذا بلد عبادة. وقال ما أمهد لنفسي فيه مع شغل الناس. فترك

الجلوس لهم في الأوقات التي كان يجلس، وأقبل على العبادة والحراسة، فبعد يومين أتاه إنسان فأخبره، أنه رأى نفسه في المسجد الحرام، والنبي فيه، وأبو بكر عن يمينه وعمر عن شماله وأنت بين يديه وفي المسجد قناديل تزهر أحسن شيء وأشدها ضياء، إذا طفيت منها قنديلًا فانطفأ. فقال لك رسول الله : قم يا عبد الله أوقده، فأوقدته ثم آخر كذلك ثم أقمت أيامًا فرأيت القناديل كلها همت أن تطفأ، فقال أبو بكر يا رسول الله: أما ترى هذه القناديل. فقال : هذا عمل عبد الله يريد أن يطفيها. فبكى ابن وهب وقال له الرجل جئت لأبشرك ولو علمت أنه يغمك لم أأتك. فقال: خير. هذه الرؤيا وعظت بها نفسي ظننت أن العبادة أفضل من نشر العلم. فترك كثيرًا من عمله للعلم، وحبس نفسه لهم يقرأون عليه ويسألونه.

[ذكر مذهبه في الرواية]

قال ابن وهب: كل شيء في كتبي كتب إليّ مالك فقد سمعته منه. وكانت له منه خاصة. قال ابن وهب سألت مالكًا أن يخليني في شيء يعرضه لي ففعل. فأنا عنده اقرأه عليه إذ استأذن عليه عبد الصمد

<<  <  ج: ص:  >  >>