وقطع اليقين على أنه لا يقبل شهادتنا؟ قال: وجاء داخل الليل شيء من الصيادين، في البحر من الثقات. فأخبروه بكشفهم الهلال، من موضع صيدهم، ورؤيتهم له.
فأثبت شهادتهم ووجه الى ابن حمود بإثبات الخبر عنده، بشهادة من شهد بذلك من الصيادين، فزادهم عجبًا. وقد بسطنا من أخباره أشبع من هذا في قضاة السبتيين من تاريخنا. ولم يزل ابن أبي مسلم يتردد في الاستعفاء من القضاء الى آخر أيام إدريس. فصرفه وألحقه غضاضته. وسبب عليه من يطلبه، بما تولاه من الأحباس والأوقاف، فوقاه الله شرهم. توفي إثر ذلك في نحو ثلاثين وأربعماية. وكانت مدة قضائه، بضعًا وعشرين سة. وابنه أبو الفضل حمود، أحد رجالات سبتة. وكان قليل العلم، استشاره البرغواطيون في قلة الفقهاء. وكان المنظور إليه في البلد من مواليهم الأدراسة، سمع منه ابنه حمود، وابن أخيه ابراهيم بن الفضل القاضي، وقاسم بن علا قومه، وبنو عنان، وعبد الله بن محمد بن غالب، واسماعيل بن حمزة وابن المري، والمسيلي، ومحمد بن سليمان المعافري، وجماعة سواهم، من أهل بلدنا. والغرباء، ورحل إليه، ﵀.
[من أهل الأندلس]
[عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون]
أبو بكر المخزومي. قرطبي. أبو بني زيدون، وزراء العبّادية. كان أحد أصحاب ابن ذكوان، وكان متفننًا في ضروب العلم، جم الرواية والمعرفة. فصيحًا، جميل الأخلاق. ويخضب بالسواد، وكان أحد المشاورين المفتين بقرطبة. وابنه الأديب أبو بكر ابن زيدون ذو الثناء البعيد، في جودة الشعر والبلاغة. ولي كتابة المعتضد ابن عبّاد، وابنه، وليَ بعده