لقد فجع الورى شرقًا وغربًا … ببحر من بحور العلم طامي
بمن قد كان من علم ودين … عن الإسلام والدنيا يحامي
رأى الدنيا بعين النقص لما … رأى ما دام ليس بذي دوام
وأبْصر كلَّ ما فيها حطامًا … فصان النفس عن جمع الحطام
[أبو محمد عبد الله بن أبي زيد، ﵁ وغفر الله له]
واسم أبي زيد عبد الرحمن. كذا قال الأمير ابن ماكولا. والقاضي ابن الحذاء. وهو نفزي النسب، قاله الأمير. سكن القيروان.
ذكر مكانه من العلم وثناء الجلّة عليه
وكان أبو محمد ﵀، إمام المالكية في وقته، وقدوتهم. وجامع مذهب مالك، وشارح أقواله. وكان واسع العلم كثير الحفظ والرواية. وكتبه تشهد له بذلك. فصيح القلم ذا بيان ومعرفة بما يقوله. ذابًّا عن مذهب مالك، قائمًا بالحجة عليه، بصيرًا بالرد على أهل الأهواء. يقول الشعر، ويجيده، ويجمع الى ذلك صلاحًا تامًا، وورعًا وعفة. وحاز رئاسة الدين والدنيا. وإليه كانت الرحلة من الأقطار، ونجب أصحابه، وكثر