للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بني عبيد. فأعلم بعذره. فحينئذ علم عماه وأخرج ابنه معهم، وسُمع، وهو يقول: اللم أدخلني في

شفاعة السود. رمي فيهم بحجر. وقيل إنه لم يعرف أنه عمي، حتى اعتذر بذلك إذ طلب للقضاء.

[جمل من كراماته وبراهينه وإجابته وحكم من كلامه رحمه الله تعالى]

ذكر ابن اسماعيل العبيدي وجه في أبي ميسرة، ليوليه قضاء إفريقية بعد فتنة أبي يزيد، فأناه الرسول فقال له: مولاي يقرئك السلام، ويقول لك: لابد أن تلي القضاء رجل أعمى، يبول تحته. ولم يعلم أحد أنه أعمى، إلا ذلك اليوم. فقال: منذ كم عميت؟ قال: منذ ثمان عشرة سنة. ثم قال: اللهم أنك تعلم أني انقطعت إليك، وأنا ابن ثمان عشرة. فلا تمكنهم مني. فما جاء العصر إلا وقد توفي. فغسل، وكفن، وخرج به. فوجه إليه اسماعيل كفنًا وطيبًا في الأطباق. فرافقه الرسول على النعش. فجعل إليه الكفن من فوقه. وذكر عنه أنه بينما هو يتهجد ليلة من الليالي، ويبكي، ويدعو، إذ بنور عظيم خرج له من حائط المحراب، ووجه كالبدر. فقال له: تأمل من وجهي، يا أبا ميسرة، بأني ربك الأعلى. فبصق في وجهه، وقال له: اذهب يا ملعون. فعليك لعنة الله. قال الإجدابي: اشتهى أبو ميسرة مدة طويلة، فقوصًا. فلما غلبته شهوته، أمر رجلًا فاشتراه له. فأكل منه عند إفطاره، وجلس ساعة. ثم بصق. فوق بصاقه بلحيته. فقال: ما هذا إلا لذنب فعلته. ثم بحث عن الفقوص، فإذا هو من أرض السلطان، فتقيأه، وحلف أن لا يأكل فقوصًا أبدًا. قال غيره:

<<  <  ج: ص:  >  >>