للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانفجرت منخراي دمًا. فقمت لغسلهما. ولم أشاور أحمد بن نصر في ذلك الماء. ودخولي حمام الجزارين، ولم أعلم أن ريعه محبس على قصر الحديد، فوجهت بعد ذلك قيراطًا، يشترى به زيت يوقد به القصر. وشربي من القسطاس. وقدمنا وادي، فأقمت ثلاثًا أشرب منه. ما بي غذاء سواه. فأنكرت نفسي. فقال أبو عبد الله الخراط: وحسبك من افتقد من نفسه في عمره، مثل هذه الثلاثة. وكان يقول: اتجر بالعلم، وكل والبس بالورع.

[ذكر كراماته وإجابة دعوته وفراسته]

ذكر أبو محمد بن أبي زيد رحمه الله تعالى: إن أبا أسحاق كان مستجابًا. رأينا استجابته في كل شيء. من ذلك أنه كانت لي ابنة أصابها في عينها شيء، انتهى بها الى أمر عظيم. فعالجتها بكل علاج، فلم ينجح. فذكرت لأبي إسحاق أن يدعو لها، وقلت له: إني كرهت عرضها على الطبيب وكشفها عليه. فقال لي: ابعث بها إلي ارقِها، ثم رجع فقال: من ها هنا أرقيها. حتى أفاقت لثلاث، فكأنه ما كان بها شيء. وكانت عندي طفلة استرخى وركها. فمضت بها امرأة إليه، فرقاها فأتت صحيحة. وذكر أنه كان يرقي الناس الذين يأتون إليه جملة، ويجد كل إنسان منهم برء نفسه، على وجهه. فدخل فيهم رجل مشرقي، غطى وجهه. فلما رقاهم وخرجوا، أُعلم بذلك أبو إسحاق، فقال: الليلة يعمى. فسئل عنه، فقيل ما مرت عليه ليلة أشد من تلك الليلة. قال ابن شبلون: وكانت رقيته بالحمد لله، وقل هو أحد، والمعوذتين. كل ذلك سبعًا، ثم يقول في آخر دعوته: ببغضي عبيد، وذويه، وجاء نبيك وأصحابه، وأهل بيته، اشف كل من رقيته، فيشفى. وذكر أن اسماعيل

<<  <  ج: ص:  >  >>