للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أستفتي، فلا أفتى. ولم أكن أمتنع من ذلك، من أجل عيسى، وإنما كنت أمتنع من أجل محمد أخيه. يعني: أن عيسى لا يتغاير على هذا. سمع منه أبو العرب، وتوفي سنة سبع وتسعين ومائتين بمنزلهم بالساحل. وولد سنة سبع عشرة. ويقال سنة عشرة. ومن ذكره أحمد بن محمد بن المثني من تلامذته. وتلامذة أخيه، عيسى، في مرثيته لأخيه. وأولها:

والآن مات بأرض المغرب الأدبُ … وأصبح العلم مقرونًا به العطب

وانهدّ للدين ركن من دعائمه … وقام ناعي الهدى يبكي وينتحب

واسودّ ما ابيضّ من وجه الزمان على … فقد الإمام فدمع العين ينسكب

وفي أخيه محبّ المصطفى خلف … فذاك جوهره أودى وذا ذهب

فجران للعلم مطبوعان من كرم … من نبعة ما لها وصف ولا أرب

[عبد الرحمن بن محمد بن عمر، الملقب بالورقه]

أبو محمد. من أصحاب سحنون رحمه الله تعالى. مولى سلمي. وأصله من العجم. قال ابن أبي دليم: كان حسن الحفظ، جيد القريحة، يتكلم على الأصول، ولم يكن صاحب دواوين، ولا إكثار. قال ابن حارث: وإنما كان مقتصرًا على أمهات ابن القاسم، لا غير. قال أبو العرب: كان فقيهًا، ثقة، صالح الكتاب، حسن الحفظ، جيد القريحة، سمع سحنونًا وغيره. وعلى سحنون تفقه. وعليه اعتمد. وكان من

الورعين المخبتين الخاشعين. وقال سحنون: عبد الرحمن رجل من أهل الآخرة. وكان حمديس يذكره بالفضل والورع والعلم، ويقول: رحمة الله عليه. كان والله

<<  <  ج: ص:  >  >>