حتى خلت قرطبة، واحتاج أولو الأمر الى ضبطها، وحرس أبوابها، حتى فرغ من شأنه، ولم يصل نعشه الى
قبره، إلا أصيلًا. وجعلت العامة تلمسه تبرّكًا به، بأيديها وأثوابها. وزاروا قبره مدة. ﵀.
[أبو بكر أحمد بن أدهم]
مولى بني مروان. جياني من بيوت الشرف بها. قال ابن حيان: وليَ القضاء بالمرية. وكان صليبًا في حكمه، قويًا في علمه وأدبه. ولم يكتسب في العمل، مع الفقر. توفي سنة تسع وعشري.
[أبو بكر يعيش بن محمد بن يعيش بن منذر الأسدي]
طليطلي. ذكرنا أباه قبل هذا. قال ابن حيان: إليه والى صاحبه أبي عمر أحمد بن سعيد بن كوثر، انتهت رئاسة بلدهما، بعد أبويهما. وكانا على صفاء. وقد فاق فيها محمد بن يعيش أقرانه في العلم، إلى أن جرت بينهما منافسة أيام بني ميسرة. أدتهما الى التقاطع، فمال ابن ميسرة لابن يعيش. ونكب ابن كوثر، وصيره الى شنترين، ثم دس إليه من قتله. فخلا لابن يعيش مكانه، وتفرد برئاسة البلد. فلما مات ابن ميسرة، أجمع ابن يعيش ولده، واقتطع البلد رئاسة. وقام فيه مقام القاضي أبي القاسم بن عباد بإشبيلية، والبكري بغرب الأندلس. وحمى جهته، وحسن سياسته. وهو في هذا كله لا يدعي باسم الرئاسة، مقتصرًا على اسم الفقيه. ولا يفارق زي العلماء. وقد جعل الأمر والاسم لولده، عبد الله. وكان من شدته منع النساء الخروج من باب طليطلة، خلف الجنائز كثرة. وقطع عمل الدرمك بالجملة، قال السبتي: كان ابن يعيش،