في يوم، وعدهم بالاجتماع فيه معهم، فلما حضروا، أقبل يسألهم عمن معهم في هذا ألأمر، والكاتب يكتب إلى أن استراب بعضهم بكثرة سؤاله، وقيل بل سمع صرير القلم وراء الستر، فكشفوه فوقفوا على الأمر، فسقط في أيديهم، وبادروا الخروج، فنجي من بادر وقبض على من بقي، فكان ممن نجا يحيى بن يحيى، وعيسى بن دينار، وقبض على يحيى بن مضر، فيمن قبض فأمر الأمير بصلبهم على شط نهر قرطبة، وكانوا اثنين وسبعين رجلًا من الفقهاء وأهل الصلاح، وقيل كان عدة من صلب مائة وأربعين، وقيل في شرح هذه القصة غير هذا، فعظم ما فعل في قلوب الناس وغدوا إلى جدة لم يزالوا متربصين للوثوب به، إلى أن أقاموا القيامة المشهورة بوقعة الربض الذين أصطلحوا فيها سنة اثنتين ومائتين.
[الطبقة الوسطى]
[من أهل المدينة]
[عبد الله بن نافع]
مولى بني مخزوم المعروف بالصائغ
كنيته أبو محمد. قاله البخاري. روى عنه مالك وابن أبي ذئب، وحسين ابن عبد الله وابن أبي الزناد وتفقه بمالك ونظرائه. قال أحمد بن حنبل: كان صاحب رأي مالك، وفقه أهل المدينة برأي مالك. ولم يكن صاحب حديث، ولم يكن في الحديث بذاك، وكان ضعيفًا فيه. قال أبو زرعة الرازي: لا بأس به. قال البخاري تعرف حديثه وتنكر. وكتابه أصح. وقال محمد بن الحسين: سألت أبا عبد الله عنه، فقال ثقة. قال ابن لبابة: أهل الحديث يقدمون ابن نافع على أصحاب مالك في الحديث والثقة. قال ابن غانم: قلت لمالك: من لهذا الأمر بعدك؟ قال: رجل من أصحابي. حتى دخل رجل أعور وهو ابن نافع، فقال: هذا. قال الشيرازي: كان