أصم أميًا لا يكتب، وقال: صحبت مالكًا أربعين سنة، ما كتبت منه شيئًا، وإنما كان حفظًا أتحفظه. وهو الذي سمع منه سحنون، وكبار أتباع أصحاب مالك، والذي سماعه مقرون بسماع أشهب في العتبية، لا كما زعم أبو عبد الله بن عتاب في فهرسته أنه ابن نافع الزبيري، وما ذكرناه غير منكر، ولهذا مشيخة الأندلس عما يقع في سماعها، وفي سماع الشيخين، يعنون أشهب وابن نافع الصائغ، وهو الذي ذكروه، وروايته في المدونة نفيسة. قال أشهب: ما حضرت لمالك مجلسًا إلا وابن نافع حاضر.
وما سمعت إلا وقد سمع. لكنه كان لا يكتب. فكان يكتب أشهب لنفسه وله. وفي المدونة أن مالكًا سأل ابن نافع عن حديثه عن حسين بن عبد الله ابن ضميرة في القراءة في ركعتي الوتر، قال ابن نافع حدثته به، فأعجب مالك واستحسنه. قال
قد كنا على هذا ولم يبلغني فيه شيء؟. وجلس مجلس مالك بعد ابن كنانة. قال ابن وضاح: كان أفضل أصحاب مالك في العبادة المصريين والاسكندرايين، وكان ابن نافع رجلًا صالحًا لكن هؤلاء فوقه. قال محمد بن سعيد: لزم مالكًا لزومًا شديدًا. وكان لا يقدم عليه أحدًا وهو دون معنى قال سحنون: كان ابن نافع رجلًا صالحًا، وكان ضيق الخلق. وكان أبوه صائغًا، وكان أولًا في حداثته منحرفًا فبينما هو في حائط من حيطان المدينة إذ سمع رجلًا يقرأ القرآن، قال: هذا يتلو كتاب الله وأنا مشغول في هذا الحائط. فرجع ولزم المسجد، وله تفسير في الموطأ رواه عنه يحيى بن يحيى، وعده ابن حبيب وابن حارث فيمن خلف مالكًا في الفقه بالمدينة. وقال مجاهد بن موسى: قال عبد الله بن نافع الصائغ: أنا أجالس مالكًا منذ ثلاثين سنة أو خمس وثلاثين سنة بالغداة والعشي وربما