المعروف بابن بركة، قرطبي. يكنى بأبي محمد، مولى بني مروان لآل الأحمر. ويقال مولى للفهريين. وغلب عليه اسم أمة بركة مولاة ابن القاسم سمع ابن الأحمر، وابن حزم، وابن مطرف، وتفقه. قال ابن مفرج: وكان من أهل الحفظ للفقه والحذق به، وليَ الشورى أيام ابن زرب. وكان عالمًا بالوثائق، وقال ابن الفرضي: كان قليل العلم ولم يزل مشاورًا الى أن مات. قال غيره: كان حسن التأني للناس والإصلاح بينهم، حتى كان الحكام يوجهون إليه المتشاكين من الخصوم لحسن وساطته، وكان له دكاكين يصنع فيها خدمته الصابون، ومنه عيشه. توفي في سنة ثمان وسبعين وثلاثماية ويقال ثلاث.
[أبو عبد الله محمد بن طاهر بن أبي الحسام]
المعروف بالشهيد القيسي. التدميري. من بيوتات الشرف ببلده. قال ابن مفرج وغيره: وكان من عظماء الأندلسيين، بعيد الصيت في الخير والصلاح والانقطاع الى الله تعالى. طلب العلم ببلده، ومن شيوخه. وبقرطبة من العابدي، وابن مفرج وغيرهما وتفقه وأخذ بحظ وافر من علم الرأي، ورسخ في علم السنة. وبالغ في صالح العمل، وحجّ وجاور في الحرمين ثمانية أعوام. فلقي هناك العلماء والصالحين، وسمع منهم وصار الى العراق للقاء أبي بكر الأبهري. فتفقه معه ودخل واسط، فلقي العلماء والنساك،