للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورعًا في فتياه، عالمًا عاقلًا، ومن أعظم نعمة الله عليه، أن أخرجه الله من الدنيا، ولم يدخل على سلطان قط. وعظمه تعظيمًا كثيرًا. وخرج إليه حمديس من عند سحنون منكشفًا. فلما رآه أحرم بالصلاة. قال سحنون لحمديس: إنما كان يمضي به لأهل الدنيا، وإنما ذلك من الآخرة. ولد سنة ثمان وثمانين ومائتين. وتوفي أول شوال سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة.

[أحمد بن المعتب]

ابن أبي الأزهر. أبو جعفر. تقدم ذكر أبيه. سمع من سحنون. وهو من فقهاء أصحابه. وسمع من أبي الحسن الكوفي، في جميع ما عنده. وسمع بالمشرق من العثماني، بالمدينة. وحسين بن حسن المروزي، صاحب ابن المبارك. ولقي اسماعيل القاضي.

[ذكر علمه وفضله والثناء عليه]

قال أبو العرب: كان ثقة ثبتًا، نبيلًا، عالمًا بالحديث والرجال، حسن التقييد. سمع منه الناس. قال ابن حارث: كان نبيلًا فصيحًا، صحيح اليقين بالله. قال القاضي يونس عن أبي العرب: إن أحمد بن معتب، كان له صلاة طويلة بالليل، وبكاء. حتى كان يسمع جيرانه بكاءه، وصراخه. وكان له نسكٌ وخشوعٌ وحسن خلق. وكان فيه زهد. وكان سبب وفاته أنه حضر يومًا مسجد السبت بالقيروان، فقرأ القارئ: ألْهاكُم التّكاثُر

<<  <  ج: ص:  >  >>