للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى زُرتُم ويقال: بل قرأ: ويُطاف عليهم بصحافٍ من ذهبٍ الآية. وقيل: بل سمع بيت شعر، فيه ذكر النار، فخر صعقًا وحمل الى داره بشارع ابن المعتب، لا ينطق بكلمة. وتوفي. وذلك لسبع خلت من ذي القعدة سنة

سبع وسبعين ويقال ست وسبعين ومائتين. قال ابن اللباد: حضرت مشهد الذكر يوم السبت، لسبع خلون من ذي القعدة، سنة سبع وسبعين ومائتين. وأحمد بن المعتب رحمه الله تعالى حاضر، وكان له بكاء ونوح. وكان القراء إذا علموا به، تحركوا، وعبّروا، وأخذوا في التعبير:

دع الدنيا لمن جهل الصوابا … فقد حضر المحب لها وخابا

يصلي فتارة يبكي يبيت … ويطوي الليل بالأحزان دأبا

فلما وصلوا، تحرك وبكى. ثم قرأ قارئ: يا عبادي لا خوفٌ عليكمُ اليومَ الآية. بل الآيات الثلاث. فصاح صيحة شديدة. ثم سقط على وجهه. فأقام ساعة، وأسنده إنسان بصدره، وكُلم فلم يتكلم. ثم أغلق عينيه، ثم قاء شيئًا أخضر. فلما انقضى المجلس بالدعاء، أردنا أن نحمله على دابة. فلم يستطع، إذ كان لا يثبت، فجئنا بمحمل على جمل، فحمل، وأخرج من المسجد يبكي، كأنه نائم. وحمل في شق الجمل. وزامله ابن عم له. ثم أتي به داره. فقاء شيئًا أخضر، ولم يتكلم. وتركناه لنسائه. فلما كان بعد العشاء الأخير، توفي. رحم الله تعالى. ولم يتكلم. ولم يفتح عينيه. وأغلقت الحوانيت كأنه يوم عيد. وحضرت غسله، وقد كسي نورًا وبياضه لبدنه. وصلي عليه العصر. صلى عليه حمديس القطان. وفات كثيرًا من الناس الصلاة عليه، لكثرتهم. ونودي على جنازته: أيها الناس لا تفوتكم جنازة أحمد بن معتب شهيد القرآن. قال بعضهم: إن ابن معتب، مر ذلك اليوم، في طريقه الى مسجد السبت،

<<  <  ج: ص:  >  >>