للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[محمد بن رادع بن محمد الضرير]

يكنى أبا عبد الله، قرطبي. له رحلة سمع فيها من القاضي المرواني بالمدينة، ومن الخزاعي بمكة، ومن العجيمي بالبصرة، قال ابن الفرضي: كان العجيمي يومئذ ابن مائة سنة وأربع وأربع سنين. وبقي بعد سماعه منه عامًا. وسمع ببغداد من الأبهري أبي بكر، وأخذ عنه كتبه، وسمع من غيره. وانصرف الى الأندلس وكفّ بصره. فقرئ عليه بعض كتب الأبهري، وابن أبي زيد . حدث عنه ابن الفرضي وغيره. قال القاضي أبو الفضل : الذي عرفته وذكره أئمة الصنعة، أن أبا إسحاق ابراهيم ابن علي العجيمي، توفي وهو ابن ماية سنة وثلاث سنين، وأنه لم يحدث حتى تمت له ماية سنة، وذلك أنه كان رأى في منامه أنه تعمّم، ودور على رأسه ماية وثلاث دورات. فعبر له أنه يعيش هذا القدر من السنين. فلم يحدث حتى بلغ المائة. ثم حدث فأراد السامعون اختبار عقله بعلو سنّه، فقرئ عليه القارئ يومًا:

إن الجبان حتفه من فوقه … كالكلب يحمي جلده بروقه

فقال العجيمي: قل الثور يا ثور. فإن الكلب لا روق له. فسرّ الناس بثباته وصحة عقله. وكان العجيمي يروي عن القاضي اسماعيل كتبه، وعن غيره من الجلة رحمه الله تعالى. وتوفي ابن رادع سنة ثلاث وسبعين، وقيل أربع، وهو ابن ستين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>