كان من أهل العلم والأدب والفهم الحسن، وجلس بأمر السلطان مجلس أبيه، بعد موته، سنة أربعين، قبل الفتنة، بعد أن استدعاه إليه في جماعة من أهل العلم. فنوّه به وشرّفه، وخلع عليه خلعة تليق بأهل العلم. وكان معظمًا في الناس لنفسه وأبويه ومكانته عند السلطان. وكان حسن المعاشرة طلق الوجه، مبادرًا لقضاء حوائج الناس، مكارمًا لهم، يجيد قرض الشعر، جميل الصورة، واسع الحال. كانت له مشية حسنة، وملبس نظيف، وتوقر مفرط. وكان النساء يتصدين لرؤيته، وحسن إشارته. وتمادت الرئاسة بالعلم والقضاء في بيته، الى وقتنا هذا.
[أبو حفص عمر بن ساروا، اللواتي]
من فقهاء صقلية ومشاهيرها. وكان شاعرًا أديبًا. وهو القائل يفخر بقومه لواته، من قصيدة أولها:
لمن تعزى المكارم والأيادي … ورد الخيل ذاهبة الهوادي
سوى قومي الذين سمت نفوس … بهم شرفًا الى السبع الشوادي
وله أيضًا:
أأجازيك أم أعاديك سفلا … أم تراني أراك للسب أهلا
سب ما شئت لست ممن يجازي … أنا بالسب إن شتمتك أولى
[محمد بن عبد الصمد]
كان هذا الرجل من علماء وقته، بالقيروان. وغلب عليه الزهد.