فنظرنا إلى من هو أقدم منه مجالسة منه لمعمر فلم نجد هذا عنده. قال ابن البرقي هو كذاب. قال النسائي: ليس هو بثقة. ولا يكتب حديثه. قيل له فلم لم تضرب على اسمه؟ قال أستحي من ابنه وهو صديقي. وقال أحمد ابن عبد الله: كتبت نحوًا من ستين ألف حديث. فبلغني أن ابنه المبارك قال له: لا ترفع هذين الحديثين، فإنهما غير مرفوعين. فلج فيهما. فقال الناس: كذاب. فقال الجارود تركوه. وذكره أبو عمرو المقرئ في طبقات القراء. فقال روى القراءة عن نافع بن أبي تميم وعيسى بن وردان وسليمان ابن مسلم بن حبان، وسمع معمر بن راد هكذا روى عنه ابنه وكاتبه محمد بن سعد.
[ذكر جمل من أخباره وكرمه وذكر وفاته]
قال مصعب بن عبد الله: كلمت الواقدي في توكيل رجل من أهل المدينة بعض الوكالات التي يرتزق فيها. فأرسل إلي بصرة فيها مائة درهم فقلت لم أكلمك أن تصله. قال وأي شيء ينفق إلى أن أوكله؟ قال محمد ابن سعد: زارني الواقدي مغتمًا، فقال لي: لا تغتم فإن الرزق يأتي من حيث لا تحتسب، أملقت مرة حتى بعت برذوني فاستبطأني يحيى بن خالد فاعتذرت إليه، فوقف على حالي، فأمر لي بخمسمائة دينار فصرت بها إلى البيت فأنا في تصريفها في قضاء الدين وعلى العيال إذ طرقني رجل من أهل المدينة قد قطع عليه الطريق، من ولد أبي بكر، فشكا إلي حاله، فدفعت إليه ما فضل ولم أشتر برذونًا فاستبطأني يحيى فأخبرته الخبر. فوجه إلى البكري، فقال: نعم أخذت الدنانير منه، فلما صرت بها إلى البيت جاءني