بأبي بكر، سمع من قاسم بن أصبغ، وسعيد بن فحلون، وأحمد بن سعيد، وأبي علي البغدادي، وأكثر عنه، ولازمه. وكان متفننًا فقيهًا أديبًا شاعرًا. قال ابن عفيف: كان الزبيدي، مع أدبه من أهل الحفظ للفقه، والرواية للحديث. تفقه عند اللؤلؤي، وابن القوطية، وغلب عليه الأدب، وعلم لسان العرب. فنهض به. وصنّف فيه، واستأدبه الخليفة، الحكم، لابنه هشام. وولاه قضاء إشبيلية، وقلده هشام الشرطة. قال ابن الفرضي: كان واحد عصره في علم النحو، وحفظ اللغة. قال ابن حيان في هذا الباب: لم يكن له نظير في الأندلس، مع افتنان في علوم كثيرة، من فقه وحديث، وفضل واستقامة. قال القاضي أبو عمر ابن الحذّاء: لم ترَ عيني مثله في علمه، وأدبه. قال ابن عفيف: وكان ابن زرب يقدمه ويعظمه، ويزوره. قال غيره: وكان ابن أبي عامر يثق به في لقائه الخليفة هشام. حدث عنه ابنه القاضي أبو مسلم من أهل بلدنا، وأبو عمر ابن الحذّاء وألف كتاب الواضح في النحو. وكتاب الأبنية. وكتاب لحن العامة. وكتاب مختصر العين، وزيادة كتاب العين. وكتاب غلط صاحب العين، وغير ذلك من تأليفه. وله كتاب في الردّ على محمد بن مسرة. ﵀.
[ملح من أخباره]
ذكر ابن عفيف، أن ابن زرب القاضي، وقف يومًا بالزبيدي، فلما علم به، خرج إليه مكشوف الرأس، بيده مدية. فلما كان في بيته، سارع لقضاء حقه - كما جاءه الى محله - فوقف قائمًا وقضى حقه. فأنكر